من جميع البلدان الأوروبية تعتبر هولندا مع السويد والدانمارك هي البلد الذي يتعامل سكانه بإيجابية أكثر مع المثليين بشتى فئاتهم. إذ أن نسبة 7% من الهولنديين يفكرون بطريقة سلبية عن المثلية الجنسية وازدواجية الجنس، كما أن 10% منهم يفكرون بطريقة سلبية عن المتحولين جنسياً.
وبصورة عامة، يستطيع المثليون بشتى فئاتهم في هولندا أن يكونوا كيفما يشاءون. إذ يمكنك المشي جنباً إلى جنب مع شريك حياتك من نفس الجنس ويمكنكما أن تقبلا بعضكما في مكان عام كما يمكنك إبلاغ زملائك بأنك من المثليين. ولسوء الحظ فإن هذا البلد ليس بلداً مثالياً فلا يزال هناك احتمال أن لا يتقبل شخص ما وضعك أو أن شخصاً ما سوف يقول شيئاً عدوانياً ضدك وأنت تسير جنباً إلى جنب مع شريك حياتك. ويواجه المثليون في هولندا الرهبة من الشذوذ الجنسي والتحول الجنسي.
تاريخ الحركة الهولندية للمثليين
في عام 1927 تم افتتاح أول بار للمثليين في العالم في أمستردام: كافيه تماندج. ولا زال موجوداً ويمكنك أن تجده في حي زيديك في أمستردام. وبعد الحرب العالمية الثانية، أسست منظمة المثليين نادي شكسبير. وفي عام 1949 أصبحة المنظمة الهولندية الوطنية لحقوق المثليين COC. وفي الخمسينات والستينات من القرن الماضي ارتفعت أنشطة هذه المنظمة. فقاموا بتنظيم الحفلات في ناديهم الخاص ونظموا أول مظاهرة لمناهضة المادة 248 مكرر. ويرجع تاريخ هذه المادة إلى عام 1911 حيث منعت قانونياً معاشرة الناس جنسياً مع الأفراد من نفس الجنس. وفي عام 1971، تم إلغاء المادة من القانون الهولندي.
وفي السبعينات من القرن الماضي، أصبحت المثلية أكثر وأكثر قبولاً. انعقد أول مهرجان فخري للمثليين في هولندا عام 1978 وسمي باسم روز زاترداج ‘Roze Zaterdag’ (السبت الوردي). وينعقد هذا المهرجان كل عام في مدينة مختلفة. وفي عام 1987 تم افتتاح النصب التذكاري هومومونيومنت ‘Homomonument’ في وسط مدينة أمستردام. وقد أقيم هذا النصب التذكاري لإحياء ذكرى الأشخاص الذين يحاكمون لأنهم مثليين في كل عام. حيث تجري أحداث الذكرى حول هذا النصب التذكاري.
ومنذ عام 2001، أصبحت هولندا أول بلد يُشرّع الزواج بين الأزواج من نفس الجنس. وكان آخر تاريخ هام للأحداث في عام 2014، إذ منذ ذلك الحين أصبح من السهل أن يغير الشخص نوعه كذكر أو أنثى في جواز السفر.